السؤال: نرى هذه الأيام اهتماماً كبيراً بأمور النساء وآرائهن، ومتابعة أخبارهن من قبل إعلاميين، واستيراد مجلات للمجتمع فيها إفساد للمرأة، فهل لا يوجد من يتصدى لهذا الأمر؟! أو ما هو الحل وفق الله الجميع؟
الجواب: أخبركم عن تجربة أخبرني بها بعض الإخوة الفضلاء، هذا الأخ أراد أن يرصد هذه المؤامرة رصداً عملياً، فاشترى عدداً من الصحف الموجودة في البقالات والمكتبات، وعمد إلى صفحات التعارف والمراسلة في هذه المجلات، وأخذ يحصي عدد المراسلين، ثم أخرج نسبة السعوديين والسعوديات منهم.
يقول: وصلت إلى نتيجة مذهلة! أكثر من ثمانين -وأحياناً تسعين في المائة- من المراسلين والمراسلات من
السعودية، مجلات تأتي من كل البلاد، يقول: قلت: لا يمكن أن يكون هذا إلا غزواً مقصوداً ومتعمداً لهذه البلاد، ثم ألا يمكن لهذه الصحف أن تختلق أسماء وتنسبها إلى هذا البلد أو ذاك؟
المهم أنه لا شك أنه يوجد استدراج وعمل دوري لكي تقع هذه البلاد الطاهرة الطيبة في حبائل الرذيلة، فنحن في بلد أنعم الله علينا بنعم عظيمة جداً تحسدنا عليها كل أمم الدنيا؛ منها الإيمان وهو أعظم نعمة، ومنها التوحيد في حين أن العالم يعج بالشركيات إلا من رحم ربك، ومنها الرخاء والعالم يعيش في فقر وتعاسة وشقاء إلا من كان مستدرجاً بنعمة مثلنا، ومنها الأمن والعالم يعيش في خوف وإجرام فظيع! وخاصة العالم الغربي الذي يعيش حالة من الفوضى والإجرام.
الغربيون إذا جاءوا إلى مطاراتنا في الساعة الثانية أو الثالثة بعد منتصف الليل فإن أحدهم لا يصدق أن بإمكانه أن يركب سيارة أجرة ويذهب بها إلى أي مكان بمفرده، سواء أكان ذلك في
الرياض، أو في
جدة؛ لأنه في مدينة مثل
نيويورك أو
فرانكفورت لا يستطيع أن يذهب إلى أي فندق في تلك الساعة المتأخرة من الليل مثلاً.
أشياء كثيرة جداً أنعم الله بها علينا، فلذلك نحن مستهدفون محسودون، وقد بينت تقارير نشرت في أكثر من صحيفة أن الموساد -المخابرات الإسرائيلية- قام بتجنيد مجموعة من البغايا اليهوديات في المخابرات، ليوضعن في أوكار الدعارة والزنا في
بانكوك وأمثالها وهن يحملن وباء الهربس أو الإيدز لينقلنه إلى الشباب السعودي والخليجي الذي يذهب إلى تلك البلاد، ومثل هذا نشر في الجرائد السعودية، وما خفي كان أعظم.
والسؤال الذي يجدر بنا أن نطرحه: أين التصدي والمقاومة لهذا الغزو؟ وهل نحن على مستوى المعركة؟ وهل لدينا من المقاومة ما يكافئ هذه الجهود العظيمة التي تبذل لغزونا؟ وهل نصدق أن التنصير يغزو بلادنا بطرق غير مباشرة، وبوسائل لا تخطر ببالنا؟
إن الغزو جاءنا من كل جهة، وكم أتلقى رسائل من الإخوة الذين يقولون: إن الرسائل تصلهم من مصادر مختلفة، ومن هذه الرسائل ما يدعو للاشتراك في أندية القمار، وأندية التعارف في جميع أنحاء العالم، ومنها ما يدعو للدخول في دين
النصرانية، وجهات معينة تبعث بالرسائل والأناجيل لشرائح مختلفة من المجتمع، وخاصة شريحة الشباب والفتيات.
فمن العجب أن تكون الأمة مستهدفة ومحاربة إلى هذا الحد، بينما تضيع أوقات أبنائها في مواد إعلامية فارغة وتافهة! والله لسنا على مستوى المعركة؛ ولهذا فإنه إن لم نتدارك أنفسنا بإيمان صادق، وبأوبة وتوبة إلى الله، وبعمل جاد مستمر، فنخشى أن يدركنا العدو ونحن لم نعمل شيئاً؛ لأن التخطيط جاد ومستمر لإفسادنا والقضاء علينا، وكلنا على ثقة بالله عز وجل أنه سينصر هذا الدين، فلنكن إذن من المشاركين في العمل لهذا النصر، ومن السابقين الأولين إلى إقامة هذا الدين بإذن الله.